خطبة الجمعة: الجنة + المسيرة الخضراء - vieenatest vieenatest: خطبة الجمعة: الجنة + المسيرة الخضراء

خطبة الجمعة: الجنة + المسيرة الخضراء


خطبة الجمعة ليوم 07 ذو الحجة 1432 هـ الموافق لـ 04/ 11/2011 مسجد الأقواس الرباط
بعنوان : الجنة (1) المسيرة الخضراء

الحمد لله رب العالمين وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن سيدنا محمدًا عبده ورسوله القائل: «كل أمتي يدخلون الجنة إلا من أبى. قيل ومن يأبى؟ قال: من أطاعني دخل الجنة ومن عصاني فقد أبى» رواه البخاري. وبعد:
أيها الإخوة والأخوات:
إن غاية ما يتمناه المسلم المؤمن المتقي المطيع لله بامتثال أوامره واجتناب نواهيه غاية ما يتمناه هو الفوز بالجنة دار النعيم والكرامة المشتملة على ما تشتهيه الأنفس وتلذ الأعين مما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر كما قال تعالى: فَلا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ سورة السجدة: 17.
والفوز العظيم المعد لمن أطاع الله ورسوله في الدنيا كما قال تعالى: وَمَنْ يُطِعِ اللهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا سورة الأحزاب: 71 رتب عليه الفوز في الآخرة بدخول الجنة والنجاة من النار .
قال تعالى: فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ سورة آل عمران: 185 فهنيئًا لمن وفقه الله لطاعته وطاعة رسوله ففاز بالجنة ونجا من النار. 
وقد تضمن كتاب الله تعالى وسنة رسوله وصف الجنة إجمالًا وتفصيلًا وأسباب دخلوها.
فوصفت الجنة في سورة الرحمن والواقعة والإنسان وغيرها من سور القرآن وأجمل وصفها في مثل قوله تعالى: وَفِيهَا مَا تَشْتَهِيهِ الأنْفُسُ وَتَلَذُّ الأعْيُنُ سورة الزخرف: 71 .
وقوله تعالى: لَهُمْ مَا يَشَاءُونَ فِيهَا سورة ق: 35 .
وألّفت في وصف الجنة مؤلفات كثيرة من أجمعها كتاب (حادي الأرواح إلى بلاد الأفراح) لابن القيم رحمه الله، حيث ذكر في وصف الجنة ثلاثين بابًا ثم لخصها بباب واحد. ضمن فيه آيات قرآنية وأحاديث نبوية وأبيات شعرية في وصف الجنة.
أيها الإخوة والأخوات:
المسلم المطيع لله ورسوله الراجي رحمة ربه والخائف من عذابه يشتاق إلى وصف الجنة ويرجو أن يكون من أهلها ويحسن ظنه بالله بأن يدخله الجنة وينجيه من النار فيجد ويجتهد في فعل أسباب دخول الجنة والنجاة من النار هكذا تكون حال المؤمنين الصادقين الصالحين. 
اليوم في عجالة سنتحدث عن ما أعد الله للمؤمنين في الجنة وستكون لنا عودة للموضوع:
قال الله تعالى: إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُون( ) ادْخُلُوهَا بِسَلامٍ آَمِنِينَ وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ إِخْوَانًا عَلَى سُرُرٍ مُتَقَابِلِينَ لا يَمَسُّهُمْ فِيهَا نَصَب( ) وَمَا هُمْ مِنْهَا بِمُخْرَجِينَ الحجر: 45-48.
وقال تعالى: يَا عِبَادِ لا خَوْفٌ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ وَلا أَنْتُمْ تَحْزَنُونَ الَّذِينَ آَمَنُوا بِآَيَاتِنَا وَكَانُوا مُسْلِمِينَ ادْخُلُوا الْجَنَّةَ أَنْتُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ تُحْبَرُونَ( ) يُطَافُ عَلَيْهِمْ بِصِحَافٍ مِنْ ذَهَبٍ وَأَكْوَابٍ وَفِيهَا مَا تَشْتَهِيهِ الأنْفُسُ وَتَلَذُّ الأعْيُنُ وَأَنْتُمْ فِيهَا خَالِدُونَ وَتِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ لَكُمْ فِيهَا فَاكِهَةٌ كَثِيرَةٌ مِنْهَا تَأْكُلُونَ الزخرف: 68- 73.
1- وعن جابر قال: قال رسول الله : «يأكل أهل الجنة فيها، ويشربون، ولا يتغوطون، ولا يمتخطون، ولا يبولون، ولكن طعامهم ذلك جُشاءٌ( ) كرشح المسك، يُلهَمُون التسبيح والتكبير، كما يُلهَمُون النَّفَس». رواه مسلم( ).
2- وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله : «قال الله تعالى: أعددتُ لعبادي الصالحين ما لا عينٌ رأَتْ، ولا أُذُنٌ سمِعت، ولا خطر على قلب بشر، واقرؤوا إن شئتُم: فَلا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ السجدة: 17» متفق عليه( ). 
9- وعن أبي هريرة أن رسول الله قال: «لقابَ قوسٍ( ) في الجنة خيرٌ مما تطلع عليه الشمس أو تغربُ» متفق عليه( ).
13- وعن أبي سعيد وأبي هريرة رضي الله عنهما أنَّ رسول الله قال: «إذا دخل أهلُ الجنة الجنة يُنادي منادٍ: إنَّ لكم أن تَحْيَوا، فلا تموتوا أبدًا، وإن لكم أن تصِحُّوا، فلا تسقموا أبدًا، وإن لكم أن تشِبُّوا فلا تهرَموا أبدًا، وإن لكم أن تنعموا، فلا تبأسُوا أبدًا» رواه مسلم( ).
اللهم إنا نسألك الجنة وما يقرب إليها من قول وعمل ، ونعوذ بك من النار وما يقرب إليها من قول وعمل.
أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم والحمد لله رب العالمين.
الخطبة الثانية
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبة وسلم تسليما.
عباد الله .. 
في السادس من شهر نونبر تحل بالمغاربة ذكرى من أغلى الذكريات ألا وهي :ذكرى المسيرة الخضراء. 
هذا الحدث التاريخي الذي عم صيته الأرجاء، وتَرجم عمليا إرادة ملك وشعبه.. 
إن المتأمل في ذكريات هذا الحدث الوطني الجليل، يستخلص مجموعة من الدروس ويأخذ منها كثير من العبر.. 
من العبر المستفادة: في السلاح الذي كان يحمله المغاربة السائرون في المسيرة الخضراء، لقد كان سلاحهم هو القرآن الكريم.. و الناس كانوا يشعرون وهم حاملون لكتاب الله تعالى أنهم في مأمن من كل سوء.. فكيف بمن حمله قراءة وفهما وعملا وتطبيقا؟.. 
فما عسانا ننتظر من الله تعالى إن نحن حملنا القرءان بإخلاص وصدق وأنزلناه منزله؟.. فلا شك- عباد الله - أن الله تعالى سيحقق لنا مسيرات أخرى نحو التقدم والرقي في جميع الميادين إن شاء الله رب العالمين.
يقول تعالى:(الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوْا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنْ الْمُنْكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ) الحج41.
ولا ننسى الدور الكبير الذي قام به جلالة الملك الحسن الثاني رحمة الله في سبيل تحرير أقاليمنا الصحراوية المسترجعة، فقد بذل رحمه الجهد الكبير، وكانت مساعيه إلى الدول الصديقة والشقيقة متوالية ومتتابعة إلى حين حصوله على ما كان يصبو لشبعه من كرامة وعزة..
وهذا درس لكل مسؤول ، أن يأخذ ما أناط الله به من مسؤوليات على سبيل الجد والإخلاص، وينظر في حقوق العباد فالله مطلع على أعماله وسائله يوم القيامة عما استرعاه، والرسول يقول: {كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته}.. وقال رَسُولِ اللَّهِ :{مَا مِنْ عَبْدٍ اسْتَرْعَاهُ اللَّهُ رَعِيَّةً فَلَمْ يَحُطْهَا بِنَصِيحَةٍ إِلَّا لَمْ يَجِدْ رَائِحَةَ الْجَنَّةِ}.. 
ومن الدروس أيضا الرابطة الوثقى التي تجمع بين العرش العلوي والشعب المغربي المجاهد، فقد كان الشعب ملبيا لنداء الحق الذي صدع به الملك معبرا عن ذلك بالمواقف الثابتة، والتضحيات الجسام، والبطولات الخالدة.. .
إن هذه الرابطة سيُكتب لها الدوام والاستمرار ما دام أصحابها متمسكين بكتاب الله تعالى، محكمينه في كل حياتهم، عاضين على سنة نبيه المصطفى بالنواجد، وما داموا سائرين على نهج سلفنا الصالح المشهود لهم بالخيرية والصلاح.. 
ووجب التذكير بنعمة الاستقرار التي ينعم بها المغاربة.. 
فقد قيد الله تعالى لهذا الشعب ملكا يحمل مشعل الخير نسأل الله أن يسدد خطاه.. فقد جمع الله على يديه شمل هذا الشعب، ووحد به الكلمة، وذلك بما يبذله جلالته من أعمال جليلة ومساعي حميدة للنهوض بهذا البلد الأمين في مختلف الميادين .
سواء منها العلمية والثقافية، أو الاجتماعية والعمرانية والاقتصادية.. 
فنسأل الله تعالى أن يديم علينا نعمة الأمن والاستقرار، ويجعل هذا البلد آمنا مطمئنا وسائر بلاد المسلمين.. 
اللهم وفق ملك البلاد أمير المومنين محمد السادس لما تحب وترضى وخذ بناصيته للبر والتقوى، واحفظه في ولي عهده وشد أزره بأخيه وأسرته وشعبه . 
اللهم ثبتنا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة.
اللهم أعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك واجعلنا ممن يستمع القول فيتبع أحسنه.. 
اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وأزواجه وذريته كما صليت وسلمت وباركت على سيدنا إبراهيم وعلى آل سيدنا إبراهيم في العالمين إنك حميد مجيد.
وارض اللهم عن كافة الصحابة من المهاجرين والأنصار وعن الخلفاء الأربعة أبي بكر وعمر وعثمان وعلي، وعن الستة الباقين من العشرة الكرام البررة الذي شهد لهم رسول الله بالجنة
اللهم انفعنا بمحبتهم، ولا تخالف بنا عن نهجهم، يا خير مسؤول ويا خير مأمول.. 
اللهم ارزقنا الفقه في الدين، والتمسك بالكتاب المبين، والاقتداء بسيد المرسلين، والسير على نهج أسلافنا الصالحين.. 
يا رب يا عظيم، يا غفور يا رحيم، أنت الرب العظيم الذي ليس كمثله شيء وأنت السميع العليم، نسألك إخوة لنا في الدين والوطن هم ضيوف عليك في بيتك المحرم في هذا الشهر المبارك الكريم، فتقبل اللهم ضيافتهم وتب علينا وعليهم ومُنَّ عليهم بالقبول وفك رقابنا من النار جميعا.
الله ادخل السرور على أهل القبور، اللهم اغن كل فقير، اللهم أشبع كل جائع، اللهم اكس كل عريان، اللهم أد دين كل مدين، اللهم فرج عن كل مكروب، اللهم رد كل غريب، اللهم فك كل أسير أو سجين، اللهم أصلح كل فاسد من أمور المسلمين، اللهم واشف كل مريض.. 
اللهم سد فقرنا بغناك، اللهم غير سوء حالنا بحسن حال. 
اللهم أحسن بالمحسنين، وتولهم أجمعين، اللهم اجعل نفاقتهم في سبيلك مباركة عندك.. 
عباد الله اذكروا الله يذكركم، واشكروه على نعمه يزدكم، ولذكر الله أكبر، والله يعلم ما تصنعون.. .

Aucun commentaire:


الأبتساماتأخفاء الأبتسامات

إدعمونا على مواقع التواصل

المشاركات الشائعة

إنضم لموقعنا

اعلان بانرى


حكمة اليوم

عمرك في هذه الدنيا محدود جدا فلا تبدده في محاولات العيش على طريقة الآخرين

حكمة اليوم !

مواقع صديقة

المتابعون

ترتيبنا عالميا ^_^

اخر تحديث

16/7/2017

عالميا 1,749,477
على مصر 26,268
على المغرب 19.058

.

{"type":"footer-slider","label":"بلوجر","posts_number":"12"}